تفسير سورة القارعة الصفحة 600 من القرآن الكريم

تفسير الصفحة رقم 600 من المصحف


بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٱلْقَارِعَةُ (1)


الْقَارِعَةُ من أسماء يوم القيامة، سميت بذلك، لأنها تقرع الناس وتزعجهم بأهوالها، ولهذا عظم أمرها وفخمه .

مَا ٱلْقَارِعَةُ (2)


مَا الْقَارِعَةُ

وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا ٱلْقَارِعَةُ (3)


وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ

يَوْمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ (4)


يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ من شدة الفزع والهول، كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوث أي: كالجراد المنتشر، الذي يموج بعضه في بعض، والفراش: هي الحيوانات التي تكون في الليل، يموج بعضها ببعض لا تدري أين توجه، فإذا أوقد لها نار تهافتت إليها لضعف إدراكها، فهذه حال الناس أهل العقول،

وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ (5)


وأما الجبال الصم الصلاب، فتكون كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ أي: كالصوف المنفوش، الذي بقي ضعيفًا جدًا، تطير به أدنى ريح، قال تعالى: وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ثم بعد ذلك، تكون هباء منثورًا، فتضمحل ولا يبقى منها شيء يشاهد، فحينئذ تنصب الموازين، وينقسم الناس قسمين: سعداء وأشقياء،

فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَٰزِينُهُۥ (6)


فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ أي: رجحت حسناته على سيئاته

فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (7)


فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ في جنات النعيم.

وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَٰزِينُهُۥ (8)


وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ بأن لم تكن له حسنات تقاوم سيئاته.

فَأُمُّهُۥ هَاوِيَةٌ (9)


فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ أي: مأواه ومسكنه النار، التي من أسمائها الهاوية، تكون له بمنزلة الأم الملازمة كما قال تعالى: إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا .وقيل: إن معنى ذلك، فأم دماغه هاوية في النار، أي: يلقى في النار على رأسه.

وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا هِيَهْ (10)


وَمَا أَدْرَاكَ مَاهِيَهْ وهذا تعظيم لأمرها،

نَارٌ حَامِيَةٌۢ (11)


نَارٌ حَامِيَةٌ أي: شديدة الحرارة، قد زادت حرارتها على حرارة نار الدنيا سبعين ضعفًا. نستجير بالله منها.