تفسير سورة الهمزة الصفحة 601 من القرآن الكريم

تفسير الصفحة رقم 601 من المصحف


بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1)


وَيْلٌ أي: وعيد، ووبال، وشدة عذاب لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ الذي يهمز الناس بفعله، ويلمزهم بقوله، فالهماز: الذي يعيب الناس، ويطعن عليهم بالإشارة والفعل، واللماز: الذي يعيبهم بقوله.

ٱلَّذِى جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُۥ (2)


ومن صفة هذا الهماز اللماز، أنه لا هم له سوى جمع المال وتعديده والغبطة به، وليس له رغبة في إنفاقه في طرق الخيرات وصلة الأرحام، ونحو ذلك،

يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُۥٓ أَخْلَدَهُۥ (3)


يَحْسَبُ بجهله أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ في الدنيا، فلذلك كان كده وسعيه كله في تنمية ماله، الذي يظن أنه ينمي عمره، ولم يدر أن البخل يقصف الأعمار، ويخرب الديار، وأن البر يزيد في العمر.

كَلَّا لَيُنۢبَذَنَّ فِى ٱلْحُطَمَةِ (4)


كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ أي: ليطرحن فِي الْحُطَمَةِ

وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ (5)


[وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ تعظيم لها، وتهويل لشأنها.

نَارُ ٱللَّهِ ٱلْمُوقَدَةُ (6)


نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ التي وقودها الناس والحجارة

ٱلَّتِى تَطَّلِعُ عَلَى ٱلْأَفْـِٔدَةِ (7)


الَّتِي من شدتها تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ أي: تنفذ من الأجسام إلى القلوب.

إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (8)


ومع هذه الحرارة البليغة هم محبوسون فيها، قد أيسوا من الخروج منها، ولهذا قال: إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ أي: مغلقة

فِى عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍۭ (9)


فِي عَمَدٍ من خلف الأبواب مُمَدَّدَةٍ لئلا يخرجوا منها كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا .[نعوذ بالله من ذلك، ونسأله العفو والعافية].