تفسير سورة الواقعة الصفحة 534 من القرآن الكريم

تفسير الصفحة رقم 534 من المصحف


بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ (1)


يخبر تعالى بحال الواقعة التي لا بد من وقوعها، وهي القيامة التي

لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2)


لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ أي: لا شك فيها، لأنها قد تظاهرت عليها الأدلة العقلية والسمعية، ودلت عليها حكمته تعالى.

خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ (3)


خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ أي: خافضة لأناس في أسفل سافلين، رافعة لأناس في أعلى عليين، أو خفضت بصوتها فأسمعت القريب، ورفعت فأسمعت البعيد.

إِذَا رُجَّتِ ٱلْأَرْضُ رَجًّا (4)


إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا أي: حركت واضطربت.

وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسًّا (5)


وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا أي: فتتت.

فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنۢبَثًّا (6)


فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا فأصبحت الأرض ليس عليها جبل ولا معلم، قاعا صفصفا، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا.

وَكُنتُمْ أَزْوَٰجًا ثَلَٰثَةً (7)


وَكُنْتُمْ أيها الخلق أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً أي: انقسمتم ثلاث فرق بحسب أعمالكم الحسنة والسيئة.

فَأَصْحَٰبُ ٱلْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَٰبُ ٱلْمَيْمَنَةِ (8)


ثم فصل أحوال الأزواج الثلاثة، فقال: فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ تعظيم لشأنهم، وتفخيم لأحوالهم.

وَأَصْحَٰبُ ٱلْمَشْـَٔمَةِ مَآ أَصْحَٰبُ ٱلْمَشْـَٔمَةِ (9)


وَأَصْحَابُ الْمَشئَمَةِ أي: الشمال، مَا أَصْحَابُ الْمَشئَمَة تهويل لحالهم.

وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلسَّٰبِقُونَ (10)


وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أي: السابقون في الدنيا إلى الخيرات، هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات.

أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ (11)


[أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ]

فِى جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ (12)


أولئك الذين هذا وصفهم، المقربون عند الله، في جنات النعيم، في أعلى عليين، في المنازل العاليات، التي لا منزلة فوقها.

ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلْأَوَّلِينَ (13)


وهؤلاء المذكورون ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ أي: جماعة كثيرون من المتقدمين من هذه الأمة وغيرهم.

وَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلْءَاخِرِينَ (14)


وهذا يدل على فضل صدر هذه الأمة في الجملة على متأخريها، لكون المقربين من الأولين أكثر من المتأخرين.والمقربون هم خواص الخلق،

عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (15)


عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ أي: مرمولة بالذهب والفضة، واللؤلؤ، والجوهر، وغير ذلك من [الحلي] الزينة، التي لا يعلمها إلا الله تعالى.

مُّتَّكِـِٔينَ عَلَيْهَا مُتَقَٰبِلِينَ (16)


مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا أي: على تلك السرر، جلوس تمكن وطمأنينة وراحة واستقرار. مُتَقَابِلِينَ وجه كل منهم إلى وجه صاحبه، من صفاء قلوبهم، وحسن أدبهم، وتقابل قلوبهم.

الصفحة التالية