تفسير سورة المرسلات الصفحة 580 من القرآن الكريم

تفسير الصفحة رقم 580 من المصحف


بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ وَٱلْمُرْسَلَٰتِ عُرْفًا (1)


أقسم تعالى على البعث والجزاء بالأعمال ، بالمرسلات عرفا، وهي الملائكة التي يرسلها الله تعالى بشئونه القدرية وتدبير العالم، وبشئونه الشرعية ووحيه إلى رسله.و عُرْفًا حال من المرسلات أي: أرسلت بالعرف والحكمة والمصلحة، لا بالنكر والعبث.

فَٱلْعَٰصِفَٰتِ عَصْفًا (2)


فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا وهي [أيضا] الملائكة التي يرسلها الله تعالى وصفها بالمبادرة لأمره، وسرعة تنفيذ أوامره، كالريح العاصف، أو: أن العاصفات، الرياح الشديدة، التي يسرع هبوبها.

وَٱلنَّٰشِرَٰتِ نَشْرًا (3)


وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا يحتمل أنها الملائكة ، تنشر ما دبرت على نشره، أو أنها السحاب التي ينشر بها الله الأرض، فيحييها بعد موتها.

فَٱلْفَٰرِقَٰتِ فَرْقًا (4)



فَٱلْمُلْقِيَٰتِ ذِكْرًا (5)


فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا هي الملائكه تلقي أشرف الأوامر، وهو الذكر الذي يرحم الله به عباده، ويذكرهم فيه منافعهم ومصالحهم، تلقيه إلى الرسل.

عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6)


عُذْرًا أَوْ نُذْرًا أي: إعذارا وإنذارا للناس، تنذر الناس ما أمامهم من المخاوف وتقطع معذرتهم ، فلا يكون لهم حجة على الله.

إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٌ (7)


إِنَّمَا تُوعَدُونَ من البعث والجزاء على الأعمال لَوَاقِعٌ أي: متحتم وقوعه، من غير شك ولا ارتياب.

فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتْ (8)


فإذا وقع حصل من التغير للعالم والأهوال الشديدة ما يزعج القلوب، وتشتد له الكروب، فتنطمس النجوم أي: تتناثر وتزول عن أماكنها

وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتْ (9)



وَإِذَا ٱلْجِبَالُ نُسِفَتْ (10)


وتنسف الجبال، فتكون كالهباء المنثور، وتكون هي والأرض قاعا صفصفا، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا.

وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11)


وذلك اليوم هو اليوم الذي أقتت فيه الرسل.

لِأَىِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12)


وأجلت للحكم بينها وبين أممها، ولهذا قال: لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ استفهام للتعظيم والتفخيم والتهويل.

لِيَوْمِ ٱلْفَصْلِ (13)


ثم أجاب بقوله: لِيَوْمِ الْفَصْلِ [أي:] بين الخلائق، بعضهم لبعض، وحساب كل منهم منفردا.

وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ (14)



وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (15)


ثم توعد المكذب بهذا اليوم فقال: وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ أي: يا حسرتهم، وشدة عذابهم، وسوء منقلبهم، أخبرهم الله، وأقسم لهم، فلم يصدقوه، فاستحقوا العقوبة البليغة.

أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلْأَوَّلِينَ (16)


أي: أما أهلكنا المكذبين السابقين.

ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ٱلْءَاخِرِينَ (17)


ثم نتبعهم بإهلاك من كذب من الآخرين.

كَذَٰلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ (18)


وهذه سنته السابقة واللاحقة في كل مجرم لا بد من عذابه ، فلم لا تعتبرون بما ترون وتسمعون؟

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (19)


وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ بعدما شاهدوا من الآيات البينات، والعقوبات والمثلات.

الصفحة التالية